إختيار المهنة .. قرار مصيري

المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 07/01/2008

إختيار المهنة .. قرار مصيري

ما إن تنتهي الطالبة من عناء امتحانات الثانوية حتى يبدأ بالتفكير في كيفية الالتحاق بالجامعة، وأي الكليات ينبغي أن يلج، وأي تخصص تختار؟ هل تمسكي بناصية طريق التدريس فتصبحي معلمًة أم تختاري علوم الإدارة لأنك تحبذي العمل الإداري ؟ أترى الطب أفضل أم الحاسب الآلي ؟ أفكار وأسئلة وأراء ومقترحات ...

فترة عصيبة تمر بها الطالبة قبل أن تقرر التخصص الذي سيختاره في الجامعة وقلق وتردد يلازمان الكثير ومما يزيد الأمر سوء هو عدم وضوح الهدف والرؤية بالنسبة للفتيات.

أختي الفتاة لنفكر سويا ونحاول إزالة هذه الحيرة والوصول إلى أفضل الخيارات الممكنة .

حددي أهدافك وطبيعة العمل الذي تريده

إن جميع السنوات التي قضيتيها في التعليم وهي اثنتا عشرة سنة أو أكثر ما هي إلا مقدمة للسنوات القادمة الحاسمة والتي يترتب عليها بإذن الله غالبا مسار حياتك العملية بناء على طبيعة ما تختاريه في هذه الدراسة فإما أن تحققي طموحك وما تصبوا إليه في حياتك وإما أن تتنقلي بين مجالات عديدة بحثا عن الأفضل فيضيع جهدك ووقتك دون أن تصبو إلى ما تريدن.

إذا لا بد من الخلوة بنفسك لتفكري فيما أنت مقدمة عليه وماذا يجب عليك وما مدى رضاك عن نفسك، ولتحددي هدفك بوضوح لأنه له أصل دور كبير في نجاحك وليكن ضمن أهدافك خدمة هذا الدين ورفعة كلمته بكل ما تستطيعين من إمكانات واعلمي أن الشخص الذي يسير بلا هدف لن يصل إلى شيء وربما يتعب من أول الطريق فيترك التعليم وتأفف منه وعليه فاسأل نفسك هل أنت إنسانة تتحلي بالهدوء وتحبي الانفراد ؟ هل تمتعك الحركة الدائمة أو ترغبين في العمل المكتبي؟ هل تفضلين العمل الأكاديمي أم العمل الإنتاجي؟

وهكذا اسألي نفسك حتى تستطيعين في النهاية تحديد ما تريدينه بوضوح تام.

اعرفي قدراتك وإمكاناتك

إن مما يعينك على اختيار الكلية والتخصص المناسب معرفتك بقدراتك الذهنية والبدينة لذا أعطِي نفسك ما يناسبها ولا تبخسيها حقها ولا تختاري السهل لترتاحي وكوني طموحه مقدامة وفي نفس الوقت لا تقحميها فيما لا تستطيعينه فتتبعيها بما لا فائدة منه.

احرصي على جمع المعلومات الكافية

إن جمع المعلومات الكافية والوافية يعطيك تصورا واضحا للمجالات المتاحة لك بحيث تستطيعين بناء رأيك واختيارك على أساس صحيح وكلما كانت المعلومات صحيحة كان الاختيار نافعا وهذا يتطلب منك أمورا عدة منها جمع المعلومات من المصادر الأصلية ودع عنك ما يذكره ويتناقله الأصدقاء وما يتحدث به الناس.

قومي بزيارة الجامعات بنفسك واطلعي على أقسامها وما تحتويه وتفهمي جيدا ما يؤهل إليه كل قسم منها وما تدرسه فيه فزيارتك هذه لها من الفوائد الشيء الكثير منها التعرف على طبيعة الجامعات ومبانيها ومنها اللقاء بالمسؤولين والحديث معهم وتأهيل نفسك للالتحاق بها وألفة المكان وغير ذلك من الفوائد فإن بعض الطالبات قد يخفق في دراستهن خاصة في أيامها الأولى لعدم تأقلمها مع المكان الجديد والنظام المتغير.

وفي أثناء جمعك للمعلومات لا تهملي وسائل الاتصال الحديثة فإن فيها خير كثير ونفع عظيم وبإمكانك عن طريقها توفير كثير من الجهد والوقت والتعب.

لا تجعلي الأحداث والمواقف تؤثر عليك

لا تربطي اختيارك لكلية ما أو تخصص معين بناء على ما حدث للآخرين فإن نجاح فلان في تخصص ما أو عدم توفيقه لا يستلزم حصول ذلك لك فكوني واثقة في نفسك شجاعة في اتخاذ القرار ولا تهضمي نفسك حقها ولا تبخسي ثقتها ودعك عنك الانهزامية والاعتماد على الآخرين والاتكال عليهم وعلى آرائهم وقراراتهم ولا تتكلفي في كل ما سبق وكوني وسطا فإن خير الأمور الوسط أما التكلف في البحث والتأمل والتفكر والتقصي فإنه يعود عليك بالضرر فتأملي .

المشاورة وأخذ الآراء

إن استقلال الإنسان برأيه واعتماده على نفسه لا يعني إهمال آراء الآخرين ومقترحاتهم وتجاربهم فإن ضم خبرات الآخرين يعينك على اتخاذ القرار الصائب بإذن الله كما أنها تساهم في تكوين شخصية الإنسان.

فإذا انتهيت من جمع المعلومات وتحديد الأهداف ومعرفة القدرات قومي باختيار مبدئي للتخصص الذي تريدن الالتحاق به ثم اعرضي ما اتخذتيه من قرار على أهل الرأي والمشورة وابدأي بوالديك فإنهم أعلم بك وأحرص عليك ثم بعدهم أهل الاختصاص من أفراد المجتمع والمسؤولين وممن تتلمذت عليهم ولا يحملك التكاسل أو الحياء على التفريط في ذلك فإنه لهم اطلاع على ما لم تطلعي عليه .

تراجعي عند الخطأ

كوني مرنة عند المشورة وأخذ أراء الآخرين بحيث إذا ظهر لك وجه الخطأ في اختيارك فعليك بالمبادرة إلى إصلاحه والتراجع ولا تحاولي الجدال والدفاع عن رأيك بلا فائدة فإن ورود الخطأ في الاختيار في هذه المرحلة أمر محتمل ووارد وعدم التراجع عنه قد يكلف الكثير في المستقبل.

وإذا ما استقر رأيك على أمر ما وأقره أهل المشورة فعليك بالاستخارة وتقرب إلى الله بها واسأله أن يشرح صدرك ويوفقك للخير فإن الاستخارة لها دور عظيم فيما تقدم عليه في أمور حياتك ثم بادري بالتسجيل ولا تترددي وتتكاسلي وتتقاعسي ولا وتؤجلي وكوني حازمة في أمورك ولا تنتظري مساعدة الآخرين وقضاء حوائجك.

التفاؤل والرضى أمران أساسيان

وأنتي تسيرين إلى الجامعة عليك بالتفاؤل فإنه من هديه صلى الله عليه وسلم فقد ورد في الحديث وكان يعجبه الفأل" والتفاؤل الذي تحتاجينه هو المبني على أساس صحيح وليس على أوهام يتعلق بها الإنسان ليترك الجد والعمل فكوني متفائلا بمستقبل طيب بإذن الله يعينك ذلك على الوصول إلى ما تريدين.

وإذا ما تعثر التحاقك بما كنت ترجوه وتأمله فكوني راضية بقضاء الله وقدره تكسبين السعادة في الدنيا والأجر يوم القيامة واستحضري دائما حديث النبي صلى الله عليه وسلم "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"

وأخيرا اعلمي أن وضوح الأهداف وربطها بالشرع المطهر والتعلق بالله جل وعلا وإخلاص النية له من أكبر أسباب السعادة في الدنيا والآخرة فأخلصي نيتك واصدقي مع ربك وتعلقي به واطلبي منه المعونة والغوث، وتذكري أن التقوى من أسباب الفلاح وفيها مفاتيح الرزق "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " وتذكر قوله تعالى " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" تجد السعادة بإذن الله تعالى.

لجنة التوجيه والارشاد المهني مدرسة ذكور النصيرات الاعدادية ب

تحت اشراف ناظر المدرسة: فضل الجديلي اعداد المعلم :فضل العثماني

مساعد الناظر:رضوان عيد